• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة: مضت أيام العشر المباركة
    محمد أحمد الذماري
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

القنوات "الفضائحية".. السيل الجارف

د. مولاي المصطفى البرجاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/9/2008 ميلادي - 16/9/1429 هجري

الزيارات: 14674

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القنوات "الفضائحية".. السيل الجارف

 

ماذا قيل عن الصورة التلفزية وعن الإعلام عمومًا؟

ما يزال الإعلام العربي والإسلامي - إلا ما رحم ربي - مبتورَ الجناحين، وقريبًا من الانتحار، بل ويُحْتَضر على فراش الموت، وخاويًا إلاَّ مِن مذاهبَ هدامةٍ، وأفكارٍ معْوجةٍ ومنحرفةٍ، وأصواتٍ مضللةٍ، بل العجيب أن الأمر لا يقتصر على الكبار، بل يخترق حتى أفئدة الصغار، ويعجزهم عن التواصل والاتصال، ويُعَوِّدهم على الاستهلاك دون الإنتاج والإبداع.

وقد نبّه الكاتب الفرنسي "دومينك ولتون" في كتابه "العولمة الأخرى[1] إلى أن الإعلام مثلاً ليس هو التواصل قائلاً: "أميِّز جيدًا مصطلح (أَعْلَمَ = أخبر) عن مصطلح (تَواصل)؛ لأن عولمة الإعلام توصَّلَت إلى إعلام الناس بالأخبار، لكنها لم تجعلهم يتواصلون ليتفاهموا بشكل أفضل".

ويقول الأخصائي الاجتماعي الروسي "يوري ربو ريكون": "إدمان مشاهدة التلفاز وباء سيكولوجي جديد يعم كوكبنا، إنه إذ يسلِّينا، يُلَوِّث طبيعتنا السيكولوجية والحِسِّية[2].

ويقول الدكتور خالد حسين، بحرارة تنبَثِق من رؤيته لثقافة الصُّوَر كغَزو، بل وحش يستهدف الْتِهَامَ الوجود الإنسانيِّ، واستبدالَ عالَمِه بعالم بديل هو عالمُ المرئيِّ: "يتبدَّى المشهد الكوني كما لو أن الأمر يتعلَّق بغزوٍ مؤجَّلٍ، فانفلَت من عقاله في غفلةٍ مريعةٍ من المقتدرين على أمرِه، وبانذِهالٍ صامتٍ ومحيِّرٍ من الطرَف المستهدَف بالغزو، هكذا حال العالم اليَوم في مواجهة سيل الصُّور، وهي تجتاحه تحت طائلة الهيمَنَة والإمبرياليَّة الجامحة لجنونها، تأتي الصور لتنتقم لحضورها، لتستيقظ فجأة وتَلتَهم العالم بلذَّة، وتُحاصِرُ الكائن الإنساني بطريقة لا مثيلَ لها، فماذا يفعل العالم بكل هذه الصور المنْدَلِقَة عليه من كل صوب؟! أين دور القنوات الفضائية الدينية من كل هذا الكم الهائل من قنوات المسخ والفسخ؟! أين دور وموقع القنوات الفضائية الدينية في بلاد المسلمين من الميزانيات الضخمة، التي تذهب هدرًا في "فضائحيات"، تغرق الأمة وتغمرها في أوحال الرذيلة؟!

مَتَى يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ
إذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ
مَتَى يَنْتَهِي مِنْ سَيِّءٍ مَنْ أتَى بِهِ
إذَا لَمْ يَكُنْ مِنْهُ عَلَيْهِ تَنَدُّمُ


لم يتوقف انفجار فضاء "الصورة الفضائية" و"السموات المفتوحة" على توظيف وسائل تقنية حديثة، تعرية وإظهار بعض الحقائق، بل أضحى كاشفًا لكل الفضائح وخادشًا لقيم الحياء، نعم، سمة العصر؛ إذ تحوَّل إلى سلاح لتغيير وتشويه هوية المسلم ومحاولة زعزعة عقيدته وكِيانِه، مع ما تتسم به المعرفة المتسلِّطة في عصرنا من سيولة وقدرة على الانتشار وتخطي الحدود والجغرافيا، ولا أدَلَّ على ذلك مما ينزل علينا من ألوان شتَّى من الصور تنبت كالفطريات وتتناسل كالفئران: صور تَسعَى لنسف وهدم العقيدة الصحيحة للمسلم، صور تثير الغرائز، صور تذهب ببهاء الوجه، صور تصرف فيها ميزانيات ضخمة لتلويث المجتمع، بَلْهَ تخديرَ وفسخَ كلِّ عزيمة في الأمة، وتثثَبِّطها عن النهوض، صور تلفزية تصرف الإنسان عن القراءة، وتُعوِّده على التلَقي دون بذل أي مجهود، وقد جسد برونو بتلهايم.

على العموم تتنوع بطاقات التخصص للقنوات الفضائية اليوم؛ التي تلِج بيوت المسلمين بدون استئذان، وتعكر صفو حياتهم، وتنزل بهم إلى أرذل وأخس القيم؛ بين قنوات العقائد المحرَّفة والهدامة، والقنوات اللاأخلاقية المنحرفة، من ذلك ما يلي:

القنوات الشيعية (الروافض): بعد سقوط بغداد ودخولها تحت الاحتلال الصهيو-أمريكي تفرَّخَت وتناسلت قنوات شيعية، ونزلت على بيوت المسلمين كالسيل العرم؛ تحاول التشكيك في مبادئ الإسلام وتنشر الخرافات، والتخرُّصات، والأكاذيب، وطقوس تعبدية ما أنزل الله بها من سلطان، فعلاً لا يفقهون، ولعل أشهرها قناة "الفرات"، وقناة "الكوثر"، وقناة "الفرقان"، وقناة "العالم"، وقناة "المنار".

القنوات الجنسية: ذكرت صحيفة "
THE RUN" الاسكتلندية: أن أكثر من 320 قناة من القنوات الفضائية الأوربية مملوكة لرجال أعمال عرب، باستثمارات تفوق 460 مليون يورو.

وأكدت الصحيفة: أن هناك 270 قناة من 320 يستثمر أصحابها في القنوات الجنسية، التي تقوم بعرض الأفكار أو الحديث عبر الهاتف.

هؤلاء رجال أعمال من بني يعرُب، لم يجدوا مجالاً يستثمرون فيه الأموال، إلاَّ مجالَ العَهَارَة والفسق والفجور، فهذه القنوات الجنسية، صار خطرُها يتفاقم يومًا بعد يوم، والذين قدر لهم أن يمروا بمشاهدة هذه القنوات سيصابون - حتمًا - بالغثيان؛ لما يرونه ويسمعونه من عبارات الفجور والانحطاط.

هؤلاء هم - في المقام الأول - أصحاب أموال طائلة، ففتح قناة تلفزية تحتاج لرأس مال كبير، وعوض أن يستثمروا أموالهم فيما ينفع أوطانهم، وينقذ الملايين من أبناء الأمة العاطلين عن العمل رغم شواهدهم العلمية العليا، لم تسمح نفوسهم الدنيئة إلا أن يقوموا بترويج الرذيلة وإشاعتها، في زمن كثرت فيه الفتن واشتعل حرُّها، فبئس العملُ عملهم، وبئس المصير الذي ينتظرهم.

وإن الواجب ليفرض على كل مَن له غَيْرة أن يعمل على مسح أمثال هذه القنوات، وعدم إدخالها؛ فخطرها كبير، خاصة على المراهقين والشباب من الجنسين، ولله المشتكى[4].

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].

عجبًا! عوض أن تصرف هذه الأموال في إنتاج طاقات بشرية تتوقُ إلى معالي الأمور صرفتها هذه الفئة في سفاسفها، ورغم ذلك عُدَّ عندهم فتحًا إعلاميًّا مبينًا، وكسرًا لثوابت أصبحت - في زعمهم - من المحظورات.

إن الأمر طبعًا يتعلَّق بالقيم العالية التي أضحَت ألعوبةً في يد هؤلاء، يشاؤون منها ما يشاؤون، ويأبون منها ما يأبَون، فكان الانحدار - وللأسف الشديد - من قِيمِ كبد السماء إلى نَزَواتٍ رخيصةٍ حقيرةٍ ذليلةٍ مقزِّزةٍ.

إنها قنَوات تنهش الأخلاق من القلوب وتميتها، وتذهب بالقيم الراقية فتدفنها، وتطمس مبادئ الهوية الإسلامية فتهددها، وفي النهاية تذهب بالحياء كله، ولله دَرُّ الشاعر إذ يقول:
فَلا وَاللهِ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ  ♦♦♦ وَلا الدُّنْيَا إذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ


القنوات التنصيرية: بالأمس القريب كان التنصير يستمد قوته من القـوى الاستخرابية الغازية لبلاد العالم المختلفة، أما الآن فقد سلك مسلكًا أشد فتكًا من نشر المطبوعات والكتب بالمجان، في حين دول العالم الإسلامي ترفع - للأسف - من ثمن الكتب الإسلامية، فيصبح نهمًا وعرضةً للكتب الرديئة، بل لا أبالغ إن قلت: إن القنوات الفضائية التنصيرية هي أمُّ الكوارث وأم الخبائث، التي تشكك في عقيدة المسلم الصافية.

نعم، تكثر يوميًّا القنوات التنصيرية، وهي قنوات لا يجوز شرعًا مشاهدتها إلا لمتمكِّن ومتبحِّر في العلوم الشرعية؛ سعيًا منه إلى تفنيد شُبَههم وانحرافاتهم ودحضها - كما تعلمنا من علمائنا الأجلاء - فكما أنه يحرم على المسلم مشاهدة القنوات الخليعة؛ لما فيها من مشاهد تحمل المسلم على ارتكاب ذنب عظيم، بل تُشَجعه على ارتكاب الفواحش، الأمر الذي يوقعه في حُفَر الأمراض القلبية والجسدية، التي تجعل منه عبرة لمن يَعْتبر (السيدا، والزهري، والسيلان..)، فمن باب أولى عدم مشاهدة القنوات التنصيرية، التي ربما تخرجه من ملة الإسلام بتاتًا، وترمي به في أحضان العقيدة الفاسدة عقيدة التثليث، ومن مفاسدها:

1) زعزعة العقيدة الإسلامية لدى الأطفال، في برنامج (مكي ماوس)؛ فهو يستطيع أن يُوقِف الرياح ويُنْزل المطر، وهذا مخالف للعقيدة الإسلامية.

2) تشويه صورة المتدينين؛ فالملتحي دائمًا هو الشرير السارق، الذي يلاحق النساء في هذه الرسوم.

3) نشر التبرج والمغازلات والقبُلات في الرسوم المتحركة؛ مما يوقظ الأحاسيس الجنسية لدى الأطفال.

4) الآثار الصحية السيئة، تقول الدكتورة عزيزة المانع: "إن جلوس الطفل أمام التلفاز مدة طويلة يؤدي إلى بلادَتِه[8].

ويقول (برونو بتليهايم): "إن الأطفال الذين تَمَّ تعليمهم أو تكيُّفُهم على الإصغاء في سلبية، طوال غالبية ساعات اليوم إلى الرسائل الودية الشفهية، التي تصلهم من شاشة التلفاز، وإلى الجاذبية العاطفية العميقة لما يسمى بالشخصية التلفازية - غالبًا ما يعجزون عن الاستجابة للأشخاص الحقيقيِّين؛ لأنهم يثيرون شعورًا أقل بكثير من الممثل الماهر، والأسوأ من ذلك أنهم يفقدون القدرة على التعلم من الواقع؛ لأن خبرات الحياة أكثر تعقيدًا من تلك التي يرونها على الشاشة[9].

ومن أغرب ما رأيتُ ما عَرَضَتْه إحدى القنوات التلفزية من حلقات من الرسوم المتحركة: تدور قصتها حول وجود خواتم خاصة، تعطي من يحصل عليها ويلبسها القدرةَ على التصرف بقوى الطبيعة: مثل الريح والنار والماء، والأكثر من ذلك السيطرة على الجوارح البشرية، وهناك كما تحكي القصة ما يسمون بفرسان الكواكب الخمسة، وهؤلاء إذا اتحدوا بخواتمهم خلقوا كائنًا قاهرًا يقهر من يواجهه، إنها قصة تضرب في عمق الفطرة السليمة للطفل وتزعزعها.

من الآثار السلبية التي تُخَلِّفها مشاهدة الأفلام الكرتونية تشجيع ثقافة الإجرام، ولا أدل على ذلك مما تناقلته وسائل الإعلام المغربية؛ خاصةً القناةَ الثانية من أن طفلاً قتل طفلاً آخر بالسكين، إثر تقليده ما شهده من حركات بهلوانية أوقعت ببطل السلسلة الكرتونية المتحركة".

تقول صاحبة كتاب "بصمات على ولدي": "أَحْدث التلفاز تغيُّرًا ملموسًا في دور الأسرة، حتى إن البعض - هداهم الله - يعمدون إلى تهدئة صخب أطفالهم بوضعهم أمام التلفاز، ولا يعلمون أنهم بذلك يقضون على أطفالهم؛ فالبرامج المعدة للأطفال لها أثر أيُّما أثر على سلوك الأبناء الديني والخلقي والاجتماعي، ففيها إظهار لشعائر أهل الكفر ورموز دينهم، كالصليب والمعابد، وفيها نشر للسحر والشعوذة، وفيها الأعظم من ذلك كله، وهو التشكيك في قدرة الله وخلقه".

إن الآباء الذين يضعون القواعد الأساسية للنظام وللسلوك في المنزل منذ البداية لا يجدون مشكلة في الابن، ولكن ما إن تبدأ المراهقة حتى يفلت الزمام من يد الآباء قليلاً؛ فالابن يعلن أنه أصبح مستقلاًّ، ومن حقه أن يرى ما يريد وأن يفعل ما يريد، فيقع الآباء في الحيرة، ويحسم ذلك عمق إيمان الآباء بالقيم الدينية والخُلقية، وعلى قدر ثقتهم بذلك تثبت مواقفهم، فلا يشعرون بالتردُّد، ولا يقعون في الحيرة[10].

وأصبح يطلق على الأطفال الآن أطفال التليفزيون (
Children of Television)، ويكفي أن نشير إلى دراسة أجرتها اليونسكو مؤخرًا حول معدَّلات التعرض للتليفزيون لدى الأطفال والصبية العرب، تبيّن منها: أن الطالب قبل أن يبلغ الثامنةَ عشْرةَ من عمره يقضي أمام التليفزيون اثنتين وعشـرين ألـف ساعة، في حين أنه في هذه المرحلة من العمر يقضي أربعةَ عشرَ ألف ساعة في قاعات الدرس.

القنوات الإسلامية المفرِّطة: مع ترويج شماعة الإرهاب؛ ظهرت قنوات - للأسف - تُمَيِّع الدين، وتعرضه بصورة ممجوجة ومقززة في آنٍ، وتنشر ثقافة الانحلال، وليس الوسطية - كما يزعمون - "داعية إسلامي" "عصري ومتنور" يتحدث أمام متبرِّجات، وفي أغلب الأحوال أمام جماعة من أهل الاختلاط؛ ليظهر أنه يمثل الاتجاه الوسطي في الدين، في حين أصحاب المنهج الحق هم الطرف المتشدد المتنطع! كما تعرض مسلسلات تسمَّى إسلامية؛ تمثل فيها صحابيات في صور متبرجة، أما عن الاختلاط والقبلات والموسيقى فحدِّث ولا حرج، فلا حول ولا قوة إلا بالله!

قنوات الأناشيد الدنيئة: وهي تسمية للداعية المغربي برياز - حفظه الله - ويسمونها زورًا وبهتانًا أناشيد دينية؛ إذ تعرض أناشيد بالآلات الموسيقية، وتحضرني هنا قصة المغني الذي أراد أن يتوب من الغناء، وذهب للمتصوفة، فوجد كل طقوسهم تتم بالموسيقى، فقال: إني كنت من التوابين منذ مدة ولم أعرف!

ومن هنا كان لزامًا علينا جميعًا، كل من موقعه، مسؤولية التوجيه والإرشاد، والبناء بإحداث قنواتٍ جادةٍ تخدم ديننا ودنيانا، بالإضافة إلى قنوات إسلامية معدودة على رؤوس الأصابع، بعدما ظهرت قنوات تنهش في عقيدتنا وأخلاقنا وقيمنا بلُغَتنا؛ عملاً بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الذَّينَ ءَامَنُوا قُواْ أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ والحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 66].

وقوله عليه الصلاة والسلام: ((كُلُّكم راعٍ، وكُلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ فالأميرُ الَّذِي على الناس راعٍ ومسؤولٌ عنهم، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بَعْلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبدُ راعٍ على مالِ سَيَّدِهِ، وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته))[11].

ختامًا؛ والحقيقة التي لا بد أن يستحضرها كل منصِف - وبعيدًا عن العناصر الهدامة التي ذكرناها آنفًا - أن للتلفاز آثارًا إيجابيةً مهمةً؛ تتمثل في توسيع مدارك المتلقي، وتدعيم ثقافته بما يقدِّمه من موادَّ إخباريةٍ متنوعةٍ وثقافيةٍ، عن تاريخ وحضارة الأمم والشعوب، هذا بالإضافة إلى البرامج الدينية والعلمية، والجهود التعليمية والإرشادية.

فنسأل الله أن يحمي جميع المسلمين من شرِّ هذه القنوات الهدَّامة، وأن يثبِّت   الجميع على الهدى والحق إنَّه سميع قريبٌ.


[1] الصادر في فبراير 2004م L’ autre Mondialisation

[2] "بصمات على ولدي"، طيبة اليحيى، ص6

[3] أقوال مأخوذة من مقالة الدكتور خالد سعد النجار: "التربية التلفازية بين الايجابيات والسلبيات".

[4] نقلاً عن مجلة النور، العدد 456 السنة 35، جمادى الآخرة 1429، ص:4 4.

[5] "مقدمة ابن خلدون"، عبدالرحمن بن خلدون، ص149، ط الأولى سنة 1419 هـ - 1998م، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت.

[6] رواه أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة، ورواه البخاري ومسلم بلفظ قريب من هذا اللفظ

[7] [تعليق الألوكة]: الكاتب - وفَّقه الله تعالى - يتحدث عن قنوات الرسوم المتحركة المشهورة لدى كثير من الناس، ولا يندرج تحت كلامه ما تعرضه بعض القنوات الفضائية منذ وقت ليس بالبعيد من رسوم متحركة هادفة

[8] "الرسوم المتحركة وأثرها على ثقافة الطفل"، محمد شلال الحناحنة، (مجلة الفرقان)، العدد 44، جمادى الآخرة 1429 ص:44.

[9] د. خالد سعد النجار: نفس المرجع.

[10] طيبة اليحيى: نفس المرجع، ص 77.

[11] أخرجه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هل للقنوات الفضائية مكانٌ في جدولك الرمضاني؟
  • القنوات الفضائية
  • هدهد سليمان وفضائيات اليوم
  • خطبة المسجد الحرام 11/2/1430هـ
  • خطبة المسجد النبوي 16 /3 /1430هـ
  • يوم فتحت شاشة التلفاز
  • الإسلاميون في الفضائيات... نجاحات وعثرات ونصائح ثمينة
  • إياكم والفضائيات
  • أكاديمية الفجور: رسالة أم مهزلة؟!
  • من يوقف عبث الإيلام الفضائي؟
  • دراما الواقع والمعادلة الاقتصادية
  • غارات الضيوف
  • قنوات وقنوات.. وقنوات
  • درنة.. قبل وبعد السيل

مختارات من الشبكة

  • عوامل تمايز القنوات الفضائية الكبرى(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التعرض لبرامج الإفتاء في القنوات الفضائية العربية وإشباعاتها: دراسة ميدانية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • إذاعة مدرسية عن القنوات الفضائية والفضائيات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أيتها القنوات وحاملي الأقلام، رفقا بالشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طاجيكستان: القنوات الحكومية تبث دروسا عن الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ندوات القنوات الفضائية والإذاعات .. وكرامة العلم(مقالة - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • رمضان وشر القنوات(مقالة - ملفات خاصة)
  • ملخص بحث: واقع غزو القنوات الفضائية للطفل(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: واقع القنوات الفضائية العربية ألخاصة ببرامج الأطفال وسبل الارتقاء بأدائها(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الصراع القيمي في القنوات الفضائية للأطفال(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 


تعليقات الزوار
6- نسأل الله الثبات
أمل الزبيري - اليمن 28-10-2012 06:54 PM

جزاكم الله كل الخير ..... نسأل الله أن ينتفع بها المسلمون

5- صحوة للغافلين
حامد عبد الخالق على عامر - مصري مقيم بجدة 28-10-2012 11:16 AM

آواه مما كتبت سيدي فكل ما ذكرته جملة في مجتمعاتنا العربية ففيها ما يدمي القلب وأيضاً ما يشرحها من أمثالكم بالتوعية وخاصة إذا أحببنا ديننا بصدق وبخطوات عملية يعرفها الغني والفقير وأهمها أن نحب بعضنا البعض ونساعد الأعمي من الأمه وننبه إلى أن كل معود قليل بمعني أن الحياه لا تدوم له ويترك ذكري خيره وأن ما يفعله يهدم الأمه والأهتمام بشبابها وابعاد ما يهدمها بالموعظه الحسنة حتى تعود أمتنا سابقة الأمم إلى سابق عهدها والكلام كثير المهم نحب أنفسنا ونتعاون دون أنانيه ولا فرق بين أسود ولا أبيض ونحترم ونجل علمائنا ونأخذ بآرائهم وهذا أن شاء الله المخرج فمن يتقي الله يجعل له مخرجاً وجزاكم الله خيراً .

4- شكر
إبراهيم بوعافية - الجزائر 27-10-2012 07:23 PM

إن شاء الله مؤجورين على المواضيع القيمة

3- الحمد لله
عزيزه - اليمن 23-09-2008 06:41 PM
جزاك الله خير ونفع بك الإسلام والمسلمين
2- ود الذين كفروا
محمد جابري - المغرب 20-09-2008 10:19 AM
أين نحن من تححذير ربنا ؟
{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة : 109]
{وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }[النساء : 102]
لو حكمنا السنن الإلهية واتخذناها نبراسا نستضيء به لأرشدتنا إلى كل خلل ولا تجنبنا كل زلل؛ لكننا أدرنا وجهتنا عن تعاليم الكتاب، وتحزبنا لغير الله، وتركنا الكتاب وراء ظهورنا، فكيف لا يتصيدنا وعيد السنن الربانية وهي لكل مخالف بالمرصاد.
ولا يسع المرء إلا أن يقول: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[آل عمران : 165]
فالتحزب لغير الله، والانتماء لغير كتاب الله وسنة نبيه من دون تحيز لفئة من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، (فوصمهم الله بالشرك ولو أقسموا بأغلظ الأيمان بأنهم موحدون) هو الداء العضال.
فالحق لا يعرف بالرجال وإنما الرجال تعرف بالحق.
فهل نستفيق على وقع كلمات أخينا ووعيد ربنا وتحذيره لنا، ونعلنها توبة صادقة مع ذي الجلال والإكرام من كل تحزب وتحيز، أم ننتسب لغير الكتاب والسنة ونسقط في الشرك أحببنا ام كرهنا وهذا كتاب ربنا بيننا.
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [الأنعام : 159]
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [30] مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [31] مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [: 32]} الروم
1- انتبه ..لزلة القلم
ناصر السنة ابو ياسر - الكويت 18-09-2008 02:32 AM
أخي الكاتب جزاك الله خيرا على المقال
بيد أن ثمة اخطاء ، في علم الحديث ،لذلك أرى دوما في تخريج الأحاديث تقدم المسانيد والسنن على الصحاح يارعاك الله.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/12/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب